© ¶ابوكريم كركر¶© نائب-المدير-العام
المساهمات : 144 تاريخ التسجيل : 13/12/2007 العمر : 47
| موضوع: حير جليس في الزمان كتاب الجمعة ديسمبر 14, 2007 3:03 pm | |
| حينما رثيت أحدهم **** حينما يبكي المعذبُ في السجون ، وبصمتٍ يحتبسْ دمعَ العيون ، في مآقيه .. وتبقى الروحُ في غـُبنٍ ، على أملٍ .. بأن يـُنهي لها السجانُ آلاما فمن يسمعْ ، ضجيج الروح ؟! وهل تشكو إلى الظالم ؟ هموم َ الأسرْ ، وبـُعدَ الأهلْ فما زالت لهم عينٌ ، بفيضِ الدمعٍ ترثيهمْ، الا عودوا،، فإن الدار لا يؤنسها القفرُ ، الا عـُودوا ،، وإن جار بنا الدهرُ ، الا عودوا ،، سنرثيكمْ لحتى ينتهي العمرُ
بسم الله الذي وهب الأنثى والذكر نعمة من عنده ، وجعل الحرمان منهما بين الفعل ( جعل ) ليحكم في ذلك كيف يشاء بقضائه ، والحمد لله حيث ِرزقه للسعداء والأشقياء من عباده ، والصلاة والسلام على السادة الأتقياء ، والهـُداة النجباء، محمد وآله ..
رزقني الله من الأبناء الكثير ، وإني لأفخر بوجودهم أينما كنت وحللت ، والحمد لله أن لم أكن منهم عقيماً محروما ، فكان نصيبي من هذه النعمة الذكور ، ولم تكن بينهم أنثى ، لكنهم في واقع الحال يحملون الصفات الجمالية للأنثى ، والصفات الجلالية للذكر ، آملة أن أصل بهم نحو الكمال يوماً ما .. ..
تخيرت لهم من الأسماء أجملها نغماً ، وأعمقها معنىً ، والأكثر من ذلك أنني أسمي بعضهم قبل وصولهم أحضاني .. قد تتشابه أسماؤهم ، وتختلف شخصياتهم وجنسياتهم، فهم من بلدان شتى ، وإن اتحدت في بعضهم الصفات ..
أحببتهم حباً يفوق كل حب ، وعشقتهم عشق المحب الى الحبيب ، فقد رزقني الله بهم وأنا ما زلت صغيرة تحمل في روحها براءة الطفولة ، لم تعيَّ بعد كيف تكون الرعاية بهم والإهتمام ..
وحينما باعدت الأيام بيني وبين مقاعد درسي ، كانوا لي هم السلوة ، وبهم أكملت دربي أخذ هذ الحب ينضج وينمو ، وإن اشتكى البعض منهم ظـُلامتي له ، حيث لا قبلة أو لثم ، ولا ضمِ أو مسامرة له لمدة قد تطول شهراً أو أكثر ، وإني لأعذر شكواه فحال الحبيب الى المحبوب يشتاق ، وإليه يقدم أرق الحديث وأعذب العتاب ..
أخشى عليهم من لفحة حر ، أو نسمة برد ، لا يخرج أحدهم من منزله إلا بشروط ، لكنهم لم يكونوا عن القدر بمنأى ، فبعضهم يتعرض للإختطاف سلماً لأيام وقد تستمر شهوراً وأعواما فيعود ، والآخر لا يسلم من التعذيب والإضطهاد فيلقى حتفه عند سجـّانه ، وقد يعود البعض وآثار التعذيب باقية واضحة وجلية على محياه الجميل ، فأنعى المفقود ، وأبكي المعذب العائد بجراحه بكاء الثكلى ، وأبحث له عن دواء علني أضمد جرحه ..
وقد أرزق آخر يحمل الإسم ذاته لمن فقدت ، لكن يظل الأول في دائرة الذكر لا تغيب ملامحه ، وقد يتعثر الحمل لظروف يعلم الله مداها ، أو قد يسقط قبل اكتماله ..
شقي من حـرم نفسه عناقهم ، ولم يدفع النفيس من أجل أن يـُرزق بهم ، وتحمل أن يكون عقيماً منهم ، أنى له الصبر ! لست أدري ؟! وإني إلى حالهِ أشفـق
فو الله لو مكثت بلا طعام إلا ما يسد الرمق ، وظـللت بلا لباس سوى ما به أسستتر ، ما أسفت على ذلك ، في سبيل البحث للحصول ولو على القليل منهم ، قدر ما أستطيع ، فالعلاج بيدي ..
فواحد منهم فقط يستحق الكثير مني ، لأقدم له في سبيل بقائه عمري ، فكيف وأنا أٍستطيع إنجاب الأكثر ، وهم الأحباب بحق ! فهل نـُفرط فيمن نحب ؟!
عجيب أمر هؤلاء الأبناء فليسوا فقط أوفياء بررة ، بل مربون فاضلون ، فعلى أيديهم تربيت وتعلمت كيف يجب أن أكون ، وإن كنت بطيئة في التعلم ، وصعبة في التربية .. والأعجب من ذلك من كان لديه أمثالهم وهو يئدهم !
لست أدري إن كنت أنا العبد بين أيديهم ، أم الحر المُتنـقل في أحضانهم ؟! أحضانهم أهم العبيد االذين أطلق أسرهم ، أم الأحرار الذين أتشرف بخدمتهم ؟
أخذت الكثير منهم وتعلمت الكثير ، ولم يأخذوا مني سوى ، حمايتهم قدر ما أستطيع ، نتحاور نتناقش بفكر الصمت ، فقد كانوا لي الماء الذي يسقي البذرة ، والضوء حيث يمدها بالغذاء ، والهواء الذي لن تحيا الا به .. وإن ضاق رحب الفضاء وأقفلت الدنيا أبوابها كانوا لي نعم الأنيس وخير الجليس ..
أو ليس العقيم حقاً ، هوالشقي الذي حرم نفسه العيش في هواهم ومحبتهم والأنس بهم ومجالستهم ، ؟؟؟!!! أو ليس خير جليس في الزمان
(( كتاب )) | |
|
لا تشكو للنــاس جــراً
المساهمات : 6 تاريخ التسجيل : 13/12/2007
| موضوع: رد: حير جليس في الزمان كتاب الأحد ديسمبر 16, 2007 5:25 am | |
| تسلم ويسلم قلمك الغالى يا اغلى الغلين تسلم يا ابو كريم | |
|